رأى الوزير السابق سجعان قزي أن "دور بكركي يأتي نتيجة لفشل السياسيين في شكل عام، والسياسيين الموارنة في شكل خاص، في قيادة مفاوضات تشكيل الحكومة، إذ الى الآن كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يكتفي بالوعظ والإرشاد والتمنّي، بينما اليوم انتقل من التمنّي الى إبداء الرأي بضرورة تشكيل الحكومة ومواقف البطريرك الأخيرة، والبيان الذي صدر عن مجلس المطارنة الموارنة، كلّها تأتي بعد زيارة البطريرك لرئيس الجمهورية ميشال عون كما بعد زيارته الفاتيكان، وهو ما يعني أن البطريركية تنسّق مواقفها مع المرجعية السياسية الأولى للمسيحيين في لبنان وهي رئاسة الجمهورية، كما مع المرجعية الكاثوليكية الكبرى التي هي الفاتيكان".
وشدد قزي في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "دور بكركي يكبر كلّما فشل السياسيون المدنيون، ونحن أمام فشل لهم حالياً في مواجهة كلّ التحديات في البلد"، مشيراً إلى أنه "من الطبيعي أن تكون العلاقات جيدة بين بكركي وقصر بعبدا، ورغم بعض التبايُن في وجهات النّظر أحياناً بين البطريرك الراعي من جهة والرئيس عون من جهة أخرى، الا أن الإثنين يحرصان على متابعة التواصل بينهما وعلى التنسيق في الخطوط الكبرى".
وعن بالمطالبة بتفعيل حكومة تصريف الأعمال في المرحلة القادمة، أكد قزي:"أنا ضدّ المُطالبة بذلك، بل ادعم حسم الموضوع واحترام الدستور الذي ينصّ على كيفية تشكيل الحكومة. هنا، يتوجّب على رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف أن يحسما الأمور، رضي من رضي وغضِب من غضب، وعندها لكلّ حادث حديث، أما اذا بقينا على تلك الحالة، فإننا لن نصل الى نتيجة، وتكون الدولة تتنازل لا عن دورها وحسب بل عن وجودها، ويكون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف يتنازلان أيضاً عن صلاحياتهما لغيرهما. لذلك، ورغم كل ما يمكن أن يحدث، يتوجّب أن يُشكّلا حكومة كما يشاءان وبحسب نتيجة الإستشارات، وأن يضعانها أمام المجلس النيابي. ففي المعادلات القائمة، هذه الحكومة ستفوز بثقة المجلس، لأن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة مع حلفائهما يشكّلون الأكثرية".